04 يونيو 2009

الوصية

الوصية
يا ترى كل واحد فينا فكر يكتب وصية قبل ما يموت
الحمد لله انا كتبتها تعاولو معايا نشوف وصية واحد من قراء بريد الجمعة ورد استاذنا عبد الوهاب مطاوع الوصــية
شاب عنده‏26‏ سنة اسمه عادل وسيم بيشتغل شغلانة كويسة عنده شقته‏..‏ وسعي لاكمال نصف دينه خطب فتاة اسمها هدي‏..‏ وبدأ بكل جهد يجهز نفسه ماديا‏..‏ للشبكة وتكاليف الفرح وغيره ربنا سهلها معه‏..‏ وبأه جاهز‏.‏ حددوا ميعاد الفرح يوم السبت الموافق‏10‏ ديسمبر‏82005‏ القعدة‏1426,‏ اليوم اللي قبل الدخلة‏..‏ عمل الحنة‏..‏ سعادة ما بعدها سعادة‏.‏ عادل صحي صلي‏,‏ قرأ قرآن ولماالعصر اذن صلي العصر‏,‏ وطلع بدلته‏..‏ رش برفان عليها‏..‏ وحطها علي السرير‏,‏ وسأل علي خطيبته عرف انها لبست فستانهاوراحت عند الكوافيره‏.‏ دخل عادل يأخذ دوش‏..‏ حمام الزواج زي ما يسموه‏..‏ عادل اتأخر‏..‏ اخوه بيخبط‏..‏ عادل مبيردش‏..‏ اخوه بينادي‏..‏ عااااادل‏.‏ عادل مبيردش‏.‏ اخوه **ر الباب‏..‏ دخل عليه الحمام‏..‏ عادل مرمي علي الأرض‏!‏ تصور بذلته مستنياه يلبسها‏..‏ وعروسته مستنياه يحبها من عند الكوافيره‏..‏ وهو ينام في الحمام‏!!‏ عادل أخوه شاله‏..‏ وهو منهار‏..‏ حطه علي السرير جابوا له دكتور‏...‏ البقية في حياتكم‏.‏ لا أنت كداب انت مش بتفهم حاجة‏..‏ جابوا دكتور تاني البقية في حياتكم البقية في حياتنا؟؟؟ طيب وبدلته مين هيلبسها؟؟ طيب ودخلته؟؟ فيه عريس ميحضرش دخلته؟ طيب وزوجته اللي مستنيا اليوم دا من زماان‏..‏ هنقلعها الفستان الأبيض ازاي؟؟ عادل ساب عروسته في الكوافير‏..‏ وبدلته علي السرير‏..‏ وراح لرب كريم وتوفاه الله يوم دخلته‏.‏ يوم السبت‏10‏ ديسمبر‏82005‏ ذو القعدة‏1426,‏ ودفن يوم الأحد‏.‏ ‏ ..............‏ داهو عادل طيب ليه حكيتها للكل دلوقتي لأني اكتشفت إن عادل كتب وصيته من حوالي‏7‏ شهور‏.‏ كتب وصيته بيقول فيها انه هيموت شاب‏..‏ وانه هيكون عظة لغيره وانه دعا ربنا ان موته يكون عظة‏.‏ وأهو أنا أنشرها عشان فعلا ربنا يكون استجاب لدعائه‏.‏ اقرأوا وصيته‏..‏ وتعجبوا‏..‏ وابكوا علي حالكم‏..‏ واتعظوا‏.‏
بسم الله الرحمن الرحيم
الوصية
أنا لله وإنا اليه راجعون‏..‏ تنطق كلماتي حين يعجز لساني وجسدي وادعو الله أن يكون الجسد واللسان والروح في نعيم مقيم فربي قادر علي ذلك‏.‏ ولكم في كل العبر فقد مت شابا ومازال في اعماركم ما يتيح لكم التوبة فتوبوا وارجعوا إلي رب قضي ما قضي ويصنع ما يشاء ويعذب من يشاء فياالله ارحمني فكنت أعلم لك حقك وان كنت لم أؤده‏.‏ وسامحني فقد سامحت جميع خلقك وأدخلني جنتك فلا يضرك ذلك شيئا ولا تضيق بي‏.‏ يا من وسعت رحمتك كل شيء فلتسعني رحمتك‏.‏ يا عدل حاسبني برحمتك يا أرحم بي من أمي‏.‏ وصيتي‏:‏ لله مني كل شيء فهو الحكم في كل شيء فانظروا أين حكم الله وطبقوه في كل ما يخصني يصلي علي ابي وان لم يكن فأخي محمد فان لم يكن فعبدالمقصود‏.‏ يحفر لي في قبري وأغطي كلي بالتراب‏.‏ أشهد الله أني بريء ممن تنوح وممن تشق الجيب ومن كل من لا يلزم أمر الله ورسوله‏.‏ أغسل في وجود أخوتي وقراءة اخوتي للقرآن‏.‏ يدخل عليا من أراد من أهلي والأقربون لعلي أكون عبرة لهم‏.‏ يبقي اخوتي بجوار قبري مقدار قراءة سورتي الكهف ويس‏.‏ اتباع السنة في كل ما يخص القبر والجنازة ولا عزاء بعد ثلاث‏.‏ يخطب أثناء الجنازة من أراد ويخبر الناس أنني سألت الله ان اكون عبرة لهم جميعا‏.‏ لا حول ولا قوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون وأحسبكم عند الله من الصابرين في مصابكم الراضون بربكم‏.‏ ابدلكم الله الخير في الدنيا والآخرة‏.‏ وأسأل الله الذي يعجزه شيء أن يجمعني بكم في جنة عرضها السموات والأرض ان شاء الله عند حوض النبي المصطفي عليه الصلاة والسلام‏.‏ وسلام لكم وعليكم ورحمة الله وبركاته المتوفي بأمر ربه‏/‏ عادل‏....‏
كتبت يوم الجمعة‏13‏ ربيع أول‏1426‏ ـ‏2005/4/22.‏
*‏ لا أعرف تحديدا‏,‏ لماذا نشرت تلك الرسالة‏,‏ بلغتها العامية‏,‏ وآثرت ان أترك كل ما جاء بها دون نشر الاسم كاملا‏..‏ ربما يكون مسني صدق ما بداخل كلماتها‏..‏ ربما لأن توقيع الرسالة التي وصلتني علي البريد الإليكتروني‏,‏ لفتاة ظننت أنها العروس التي لم تكتمل فرحتها‏,‏ فأردت أن ندخل عليها الاحساس بالرضا لأنها نجحت في نشر وصية خطيبها بصورة أوسع مما تمني‏.‏ وربما ـ وهو الاحتمال الأكبر ـ صدق هذا الشاب الراحل ونقاء قلبه‏,‏ ووعيه الخفي بالموت مثل وعيه بالحياة‏,‏ وكأنه كان يفهم جيدا الحكمة العربية استقبال الموت خير من استدباره‏,‏ فأعد العدة‏,‏ وأطلق وجهه للسماء يطلب لقاء الغفور الرحيم‏.‏ وصية هذا الشاب‏,‏ جاءتني بين آلاف الرسائل التي تصلني‏,‏ تشكو من الناس وقسوة الأيام‏,‏ تئن بالخطيئة وبالخيانة وبالبحث عن متع زائلة‏,‏ تصرخ باليأس‏,‏ ولا تري فيما تعاني إلا الحياة‏,‏ متجاهلة أن الانسان يدخل من باب‏,‏ ليخرج من آخر‏.‏ وما الدنيا بباقية لحي وما حي علي الدنيا بباق هذا الشاب الفاضل لم ينس ابدا الباب الثاني ـ باب الخروج فاستعد له‏,‏ وهو يستعد للزواج‏,‏ وكتب وصيته‏,‏ كما أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام‏,‏ أملا في مغفرة كبيرة‏.‏ فلم يغره شبابه‏,‏ وكم غرت الأيام‏,‏ ولم ينس في زحام انشغاله بالزفاف موعد الصلاة‏,‏ وكم منا ينساها بلا عذر‏.‏ أحسست أن وصية هذا الشاب‏,‏ علي الرغم ما بها من ألم‏,‏ دواء للأرواح المجهدة‏,‏ ونداء لنا كي نقف في مواجهة مشاكل الحياة دقيقة واحدة لنسأل انفسنا‏:‏ وماذا بعد؟‏!‏ هذا هو الـ بعد الذي ننساه أو نتناساه‏,‏ ولو تذكره كل ظالم أو خائن أو سارق‏,‏ وتذكر قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ كل عمل كرهت من أجله الموت فاتركه‏,‏ ثم لا يضرك متي مت أقول لو تذكرنا كل هذا‏,‏ ما ظلمنا‏,‏ وماخنا‏,‏ وما قسونا‏,‏ وما كان في أيامنا‏,‏ كل هذا الاحساس بالغربة والخوف‏.‏ لا أري في نفسي مقدرة للكتابة عن هذا العريس النبيل الشريف‏,‏ فمثله يفرح له ولا يبكي عليه‏.‏
بـريــد الأهــرام

هناك تعليقان (2):

blue-wave يقول...

صعبه اوى بجد

حواء يقول...

اهلا وسهلا يا دكتور منور المدونة

وفعلا صعبة وموعظة أوى لان هذا الضيف الثقيل يدق الابواب فى أى لحظة