25 أبريل 2009

ومن اعرض عن ذكرى

يقول الله تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ماكانوا يعملون )
سمعت لمحاضره للشيخ عبد الرحمن العريفي يقول :
كنت في أحد سفراتي للخارج و تقابلات مع رجل من تلك البلاد الأوربيةو كان غير مسلم ..و كان يشكوا من الهم و الملل ..فقلت له : لكل شيء في الحياة وظيفة معينة .
فقال الرجل له : لم أفهم ما تقصد .قال الشيخ له : مثلاَ القلم ما وظيفته .قال الرجل : الكتابة .
فقال له الشيخ : والحذاء ما وظيفته .قال الرجل : نرتدي الحذاء لنمشي به .
فقال له الشيخ: حسناَ لو بدلنا المهام و سرنا نكتب بالحذاء و نمشي بالقلم على يصلح ذلك .
قال الرجل : بالطبع لا . قال له الشيخ : و كذلك الإنسان خلقة الله لوظيفة وااااااااحده و هي عبادته و حده لا شريك له ولو ترك هذه الوظيفة و ذهب لغيرها لما استوت النفس و لا أرتاح القلب ..بعد ذلك حرص الشيخ جزاه الله خير أن يضرب له مثال أخر ..
فقال للرجل : لكل عضو من أعضاء الجسم متعه يتمتع بها .فلوا كنت جائع ماذا تفعل ؟
قال الرجل أأكل طعام شهي .
فقال الشيخ : هذه متعه خاصه بالبطن .و إذا أردت أن تمتع أنفك ماذا تفعل ؟قال أشم وردة زكيه أو عطر .
قال له الشيخ : و إذا أردت أن تمتع بصرك ماذا تفعل ؟قال أنظر لمنظر جميل أو لفتاة جميله .
قال له الشيخ : و إذا أردت أن تمتع سمعك ؟؟قال الرجل : أسمع موسيقى هادئة أو تغريد العصافير ..
فقال له الشيخ وهل نستطيع أن نبدل الوظائف .فهل يصلح إذا جعت أن تستمع لموسيقى ..
قال الرجل : لا
قال له الشيخ : وهل إذا فعلت كل هذه الملذات ستصبح سعيد .إذا كان قلبك حزين و مهموم
قال الرجل : لا قال له الشيخ : إذاَ مكمن السعادة في القلب ولا يعمر القلب إلا بلا إله إلا الله .
فلوا حققت مقتضى هذه الكلمة لشعرت بسعادة ليس لها مثيل .
ثم قال له الشيخ : أنتم عندكم كل شيء الخمر..الزنى ..السرقة ..الخ ) ولكن مع هذا تفضلوا الانتحار و الهروب من الحياةلماذا ؟؟لأنكم خرجتم على الفطرة السوية ولم تعملوا ما يمتع قولبكم وهو التوحيد الخالص لله تعالى ..
ولو نظرت للبلاد الإسلامية رغم ما يعانوه بعضهم من جوع و فقر لرأيت أن نسبة الانتحار عندهم شيء لا يكاد يذكر .و بالفعل صدق الله تعالى عندما قال (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى) ...
أسأل الله تعالى أن يعمر قلوبنا بالإيمان و العمل الصالح

ليست هناك تعليقات: